الخصاونة وكسر ظهر الفساد؟!

د.ضيف الله الحديثات 
الدكتور بشر الخصاونة، رئيس الوزراء، يثبت كل يوم انه بحجم المسؤولية، التي اقسم على كتاب الله على حملها، بكل أمانة واقتدار، وانه رئيس كامل الدسم، يظهر ذلك في مواقفه وتصرفاته التي تكون احيانا وليدة لحظتها.

وتجلى ذلك امس خلال رده الواضح الذي لا يحمل التأويل أو التفسير، على النائب علي الطراونة حول ما تطرق له الاخير، بوجود ملفات فساد مسكوت عنها  في اروقة الحكومة.

 الخصاونة، تحدث بلغة الواثق من نفسه حين قدم رجاء حارا للطراونة، وقصد جميع النواب والمواطنين، من لديه معلومات حقيقية عن قضية فساد أو شبهة فساد لا يبخل علينا، يضعنا بصورتها "ونحن سنقتلعها من شروشها"، كما وأعاد مقولة جلالة الملك حفظه الله قبل  سنوات قليلة "بدنا نكسر ظهر الفساد" لدينا أجهزة رقابية ومحاسبية لا تخجل من احد، وهذا نهج حكومتنا ولن نحيد عنه.

الرئيس بكلامه الجاد والمقنع، قطع الشك باليقين، بانه لا يوجد لدينا قضية فساد واحدة، يتم غض الطرف عنها، من قبل الحكومة، ورده هذا، ذكرنا برده قبل عام ونيف، على ادعاءات النائب المفصول محمد الفايز، حول ملفات فساد تتعلق بوزارة الطاقة واتفاقياتها.

سبق وأن كتبنا، عن جدية الرئيس، وحزمه بالوفاء بالتزاماته، أمام الملك والشعب ومجلس الأمة، وها هو يتحدث من جديد، بلغة الشاب الواثق من نفسه، الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، رغم ادراكه انه ينبش عش الدبابير،  بهذا الأسلوب من الإدارة الصارمة. 

جلالة الملك حفظه الله، في كل كتب التكليف السامي، للحكومات الأردنية المتعاقبة، كان يطلب منهم العمل بكل جد لمكافحة الفساد، لكن دعونا نعترف ان بعض الحكومات، كانت تفشل أو تقصر في ترجمة التوجيهات، والاوامر الملكية على أرض الواقع.  

هنا نصفق للخصاونة بقوة، لانه يلبي طموحات أكثر من 99٪ بالمئة، من المواطنين الاردنيين بهذا الأسلوب من الادارة، في مكافحة الفساد، وهو يضع أوراقه على الطاولة ليطلع عليها الجميع دون وجل أو خجل.

 كما انه أراد إرسال رسالة واضحة، أن بعض الاشاعات التي تخرج من هنا وهناك، حول وجود فساد، هو محض ادعاءات لا تستند لدليل، لا بل لها تاثيرات سلبية على جميع جوانب حياتنا، وتهدف لزعزعة الثقة بالدولة واجهزتها.