الدباس يكتب: العيد سعيد!

 كتب علي أحمد الدباس:

 

 

كنتُ أتأمل مشهد الازدحام في الاسواق في ليلتي الانطلاق السابقتين ؛ فلا اعرف ... هل "أطخ" على الحكومة وأعاتب الناس ؟ أم "أشكر" الحكومة والناس في زمن الكورونا ؟ ولا يأتي هذا التساؤل من فصام عبثي ؛ بل من حنينٍ لاستشعار فرحة العيد ....

 

لم ينشلني من فصامي الا الصديقة المحامية ديما جويحان؛ التي كتبت في منشور لها عن جمال تلك الليلة  بتفاصيلها الصغيرة ... تفاصيل جميلة غابت عنا ؛ شباب بعمر الورد يتزينون فرحاً بالعيد ؛ وأطفال يبتهجون بمقدمه ويحضرون له الأحلى والألذ والأجمل ؛ وعائلات ملتزمة بكافة التعليمات وجدت بهذه الليلة الاخيرة فرصة لعيش ليلة رمضانية بمعية آبائهم وأمهاتهم لينالوا الرضا؛ وأحبة اجتمعوا على عجل ليسترقوا وقتا للفرح!

 

لعل الجانب المختلط في ايجابيته وسلبيته في كل المشهد كان بعدم التزام السلامة العامة في التباعد الاجتماعي..... وهو مؤشر يجب ان يدرس وتبنى عليه خطط زيادة الوعي بأهمية اتخاذ تدابير التباعد الجسدي الشخصية .... لكن ورغم خطورة ذلك على نشر الفايروس الا ان ما حدث بعث برسالة واضحة (( نحن شعب يحب الحياة )) رغم كل شيء !

 

عيدنا كان في تلك الليلة يتجلى .... في الأطفال الباحثين عن الفرح ؛ في "الختيارية" الباحثين عن الفرج؛ في الشباب والصبايا الباحثين عن الحب .... في الناس الباحثين عن الحياة! كان اختبارا حقيقيا ان كل ظروف كورونا الصعبة لم تفسد فينا رغبتنا بالحياة الحيوية الجميلة!

 

قد يكون يوما ندفع ضريبته في الاسبوع القادم تضاعفا في الاصابات ويصبح درسا قاسيا ؛ لكن لم لا ؟ ألسنا سنفتح القطاع العام وكافة المنشآت وسناخذ الحابل بالنابل في الاسبوع القادم ؟ اذن النتيجة واحدة فلنظفر على الاقل بلحظة سعادة من قلبنا قبل ان يحدث كل ذلك!

 

كتبتُ كثيرا داعيا للوعي والتباعد الاجتماعي وحماية الاخرين من انتقال العدوى ؛ واليوم اكتب عن العدوى الايجابية في نقل طاقة الفرح وطاقة السعادة وطاقة الاصرار على العيش ببهجة ومحبة! ربما يكون هذا العيد مختلفاً ؛ لكن واجبنا ان نجعله جميلاً رغم الحظر والتعليمات - رغم انني من اولئك الذين يقدسون ويحبون " لفّة العيد " على اربع محافظات!-  ففرحتنا بالعيد لا علاقة لها بحرية الحركة بل باستشعار الفرح بانتهاء عبادة الصيام العظيمة والسعادة بقدرتنا عليها!

 

 

هذا العيد قد يكون مختلفاً .... لكن هذا لا يعني ان  لا يكون عيداً! انثروا البهجة في كل مكان ... اجعلوا يوم العيد فرحة لأطفالكم؛ اضحكوهم ؛ افرحوهم ؛ وسعوا عليهم وعلى عائلاتكم! لا تحرموا الاطفال هذا العيد بهجة لبس الجديد واللعبة الصغيرة والهدية الواجبة !

 

علموا الاطفال اننا نلبس الجديد احتفاء بالعيد وليس بمن يزورنا فيه؛ واننا  نفرح بالعيد لاننا نعظم شعائر الله ونفرح لاننا انهينا عبادة الصيام العظيمة بحمد الله ....

 

علموا اطفالكم اننا كلنا اخوة ؛ وان الجار اقرب من كل قريب فاجعلوهم يعايدوهم ولو من البلاكين! تفقدوا جيرانكم قبل العيد بساعات في هذا اليوم حتى يفرح كل اطفال الحارة بلا طبقية ولا منغصات !

 

اما صلاة العيد فلم لا نصليها في وقت واحد على شرفات منازلنا مهللين مكبرين  شاكرين حامدين محتفلين بالعيد معظمين لشعائر الله ؟

 

والاهم تذكروا اخوة لكم وافدين تقطعت بهم السبل بيننا وانقطعت ارزاق يومياتهم ؛ تذكروا ان تعايدوهم وتبروهم وفي هذا العيد تحديدا ودون كل الاعياد حاولوا ان تسبقوهم بلهفة لتقولوا  انتم لهم ( كل عام وانت بخير يا باشا )!

 

العيد عيد الله ..... فافرحوا وانثروا البهجة! وكل عام وانتم بخير سالمين من كورونا وتداعياتها!