حصّة في قلوب ِ الناس ِ ! ماجد شاهين

الذين يحوزون مكانةً جميلةً في قلوب ِ الآخرين ، ليسوا بالضرورة  أصحابَ سطوة أو يملكون مكانةً علميّة عالية أو  أصحابَ أموال ٍ طائلة أو مبدعين في مجالات محدّدة أو وجوها ً معروفة بلغت مجدا ً ووصلت ذروة في المناصب والمواقع .

ليسوا بالضرورة كذلك ، لكنّهم ، أيّ  الذين يحوزن حبّا ً وارتياحاً لدى الناس ،  عفويّون طيّبون صادقون مقبلون على الدنيا في نقاء و صدق وبساطة شديدة وقناعة و يحترمون الآخر ! 

قلنا : يحترمون الآخر .

الناس لا يبتهجون بمن يكتفي بمدّ يد ِ العون والمساعدة و إظهار بهرجة الأعطيات ، ولا يفرحون بمن يبدي وقارا ً زائدا ً ويجعل المسافة عميقة بينه وبين الناس ، والناس كذلك يضيقون ذرعا ً بمن يأخذ الوقت كلّه في « التنظير و سرد مآثر يعرفونها «  ، بل يحبّون المبتهجَ قليلَ البهرجةِ سريعَ البديهة ناصعَ الوجه واضحَ الملاح .

الذين يحوزن مكانة كبرى أو مهمّة في أذهان الناس وقلوبهم هم الذين :

 لا يلوكون أسرار الآخر في حلّهم وترحالهم ولا يستخدمون قصص وعثرات الآخرين لتسويق أنفسهم ولا يقتربون ممّا يؤذي الروح .

ولا  يكتفون بالفرجة عند « تخاصم طرفين « وبخاصة حين يكون بالإمكان فض ّ الخصام أو رأب الصدع  أو حتى تقليل خسائر التصادم .

و لا ينتظرون حتى تغرق الشوارع بالمياه الوسخة ثم يفكرون بالبحث عن مصدرها ، بل يسرعون في وقف جريان الماء و غلق منافذها لكي يقلّلوا الضرر .

الذين يحوزون مكانة لائقة في قلوب الناس ، و يحصدون حبا ً و قبولا ً و وردا ُ هم أولئك الذين :

لا يقفون متفرجين في الحزن ، بل يحاولون إقصاء أسبابه  ،

لا يبتعدون عن البائس حين حاجة ، بل يحاولون خفضَ منسوب حزنه وبؤسه ،

لا يغلقون نوافذهم وأبوابهم في وجوه أصحاب الحاجة ، بل يشرعونها حتى لو لم يكن بالإمكان أن يقدموا لهم شيئا ً ! 

..

الذين يحوزون حظوة و مساحة في قلوب الناس ، مساحة طيّبة ، هم أولئك الذين لا يتبدّلون سوى إلى الأجمل .

ذلك  و إلاّ !